السلام عليكم وحمة الله. . كل عام وانتم بخير.. من فضلك عندى حيرة شديدة من امرى ولا ادى ماذا افعل. . ابنتى فى الرابعة عشر من العمر.. شأنها شأن اى مراهقة. . عناد.. انطوائية. . . عصبية. . .
المهم.. هى شغوفة جدا بالمصارعة الحرة. . لدرجة لا تتخيلها. . صور المصارعين واخبارهم على النت هى شغلها الشاغل. .
فالبلاى استيشن ف الموبايل ع النت حتى اكثر المباريات شراسة ودموية تشاهدها دون ادنى تأثر او خوف. . . اشعر بالتأثير السلبى الكبير مم يولده هذا من قسوة ف القلب وعدوانية وهذا واضح عليها. .
شيء آخر استماعها المستمر الى موسيقى الميتال وحبها ف الصور الغريبة للجماجم.. . الهياكل العظمية. . . افلام الرعب الخيالية. . . وهذه مم يتصف بها عبدة الشيطان والعياذ بالله.. . . نحن اسرة متدينة والحمد لله ابوها يحفظها القرآن مع اخواتها. . . نصلى جماعة غالبا.. نتلو القرأن سويا. .
حديثى معها لا ينقطع عن الفضائل والاخلاق والدين ولكن لم استطع تغيير مزاجها الغريب. . حتى ابوها بدأ القلق يساوره ونريد ان نخرج من هذا المأزق. .
اقترح ان نشترى لها اى باد بعد فترة نقاهة لا ترى فيها اى شئ. . لاانترنت لا بلاى استيشن. . لا موبايل. . فترة شهرين مثلا تعمل خلالها انشطة اخرى يدوية. . ثقافية. . .
أى شيء سنتفق على هذا لاحقا. . . المهم ان تكون الجائزة ف النهاية الآى باد بشروط صارمة لا مصارعة لا افلام رعب غريبة. . لا موسيقة غريبة. .
ولو تم اكتشاف اى من هذا سيتم سحب الآى باد فورا دون عودة. . فهى مولعة جدا بالكمبيوتر والانترنت ونفسهل موت يكون عندها لاب توب خاص او آى باد.. . .
والسؤال هل ما نفكر فيه من حل سيكون فعلا حل ام سيزيد المشكلة تعقيدا.. ما فكرنا فيه من حل يأتى فى دور عملية احلال. . بمعنى انتزاع شئ سئ واستبداله بأخر نأمل ان يكون جيد.. .
اود فقط التنويه اننا نعيش خارج مصر. . فالبيئة مغلقة جدا. . لا نوادى. . لا اصدقاء الا ف الدراسة. . لا زيارات اجتماعية. . . فقط نخرج سويا كأسرة. . فالجانب الترفيهى يقتصر على التليفزيون..
النت. . البلاى ستيشن. . لهذا السبب قمنا هذا الصيف برحلة سياحية الى ماليزيا. . استمتع الاطفال كثيرا ولكنها ف النهاية رحلة ويبقى الوضع كما هو.. فى اطار تجدد النقاش مع ابنتى. . اتضح لى جليا كثير من الامور منها الميل الشديد الى الشر فى اى شيء. .
مثلا لو شاهدت احد حصل على جائزة او تقدير تتمنى لو انكسرت او فقد ما حصل عليه. . الاعتقاد بأن الشر اقوى من الخير. . عدم الفائدة (معاذ الله) من قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأنه لن يحصل شئ!! . . مازالت تلعب العاب الدمار والحرب وما شابه باستخدام اسم فتاة الشر مع وضع لوجو الجماجم! ! حتى بعد منع البلاى استيشن. .
تلعب على الكمبيوتر. . انها لا تحب كل ما هو دينى. . الصلاة سريعة. . حفظ القرآن فقط كى تتجنب غضبنا ومنعنا اياها من الكمبيوتر. . . الحجاب غير وارد حالياً.. طال النقاش والحوار وامتدت جسور الصداقة (من زمان اصلا نحن اصدقاء) . . الكلام لا ينقطع عن الفضائل.. . والاحلام والطموح العلمى والخلق الدينى. . لكن اشعر لا فائدة. . استجابة وقتية ولا اثر عميق لكل هذا..
والسؤال الملح الآن هل فكرة شراء اى باد لها كنوع من التحفيز جيدة ام ستزيد الشهد تعقيداً.. ملحوظة: قرأت ابنتى الرقية الشرعية وبكت بحرقة شديدة
أخاف ان يكون بها مس من الشيطان؟؟ فهذا يفسر كثير من تصرفاتها. . . الله يجازيك الجنة. . انتظر ردكم بفارغ الصبر فأنا اثق فيكم جدا
السلام عليكم أيتها الأم الغالية:
في البداية نرحب بك على صفحات موقعنا المستشار، ونسأل الله تعالى أن تستفيدي مما ننقله إليك، وبعد:
أيتها الأم الطيبة: كم أشعر بألمك وصراعك الداخلي مع نفسك، مما ألمّ بابنتك، ونسأل مولانا أن يحرس ابنتك ويحفظها ويهديها أكرم السبل، ولا شكّ أيضًا أن السفر والغربة أحيانا يكون لها دور فيما يحدث لها.
ولكن هناك عدة حقائق يجب أن نقف عندها في البداية، ومنها الآتي:
1. ابنتكم في مرحلة مراهقة ومراهقة متطورة للغاية، وهي تحتاج معها إلى أن تشعر بذاتها واستقلاليتها في اختياراتها والشعور بالخصوصية مع التدليل لها.
2. هذه المرحلة مليئة بكثير من المشكلات كالعناد والعصبية وحب الذات والفضول وحب الاستطلاع.
3. لا بد من التعرف على فترة النشأة التي مرّت بها ابنتكم؛ لنقترب أكثر من حالتها الاجتماعية والنفسية والأخلاقية والتربوية.
4. أوصيكَ بالآتي:
أ- المواظبة على الرقية الشرعية وتشغيل القرآن في البيت لا سيَّما سورة البقرة وسورة آل عمران.
ب- اختيار وانتقاء الصحبة لابنتكم، ونرجو مصاحبتها منكم أنتم، لا سيما أنت أيتها الأم.
ت- إشغال البنت في عمل تطوعي خيري تكتسب منه الرقة والتعاون والعمل الجماعي في أي مؤسسة خيرية.
ث- لا تصطدموا ببناتكم ولا تقارنوها بغيرها من البنات
ج- يرجى مراجعة طبيب نفسي مباشرة كزيارة له بابنتك –إن أمكن- دون إحداث مشكلة معها
ح- لا توهموها بالمرض، ولا تتوهموا أنتم ذلك فالمسألة أخطر مما تخيلين عن عبودية الشيطان.
خ- أما بالنسبة للعناد والعصبية فأنصحك وزوجك بالآتي:
أيها الزوج الكريم، عليك بــ ـ ـ:
1. التفهم والاستماع إليها ولابد أن يكون هناك حوار.
2. وجود تقبل وتعبير عن الحب بينك وبينها واستخدم كلمات الحب.
3. التشجيع والتعاون في دروسها وواجباتها
4. الوقت والزمن فالتغيّر بطيء دائماً.
5. الثناء أو التعزيز الايجابي: امتدحها وامتدح أقل عمل تعمله.
6. أسلوب التأنيب الفعال + عاطفة منك وحب ظاهر.
7. تقوية العلاقة مع ابنتك لتعويض أخطاء الماضي كالضرب والإيذاء البدني أو النفسي وذلك أخطر.
8. تجاهل التحدي البسيط، وإياك أن تعاملها بالمثل
9. الصبر عليها في التعامل معها.
10. عقد الاتفاقيات (مبدأ الثواب والعقاب): إذا عملت كذا فلك كذا.
11. لا تتعامل معها من وجهة نظرك أنت ولكن من وجهة نظرها على أنها بنت وليست أحد أصدقائك أو أحد العمال تحت يدك، فخاطبها على قدر عقليتها هي لا أنت.
12. عدم إصدار الأوامر: لا تأمرها وما المانع أن نتعامل مع أبنائنا وبناتنا على أنهم أغراب وأصدقاء نتعامل معهم بلطف ولو سمحت مثلا تقال، وكلمات الشكر والتقدير، وكافئها ولو بيوم فسحة وخروج.
13. اترك لها مجالاً للتعبير عن انفعالاتها وعواطفها وطموحاتها.
14. تفريغ الطاقة الانفعالية في أمور مفيدة، كمثل عمل مسابقات تنافسية بين أبنائك وأشركها معهم.
15. احضنها دائماً وقبلها واجلس معها وخصص وقتاً لذلك.
16. الدعاء لها لا عليها وسيلة مهمة لعلاج عنادها.
17. أما مسألة عبودية الشيطان، فلا توهميها بذلك ولا تتوهمي أنت ذلك الآن، وانظري في حالها في أيام رمضان وغيرها: هل هي قريبة من الله أم ماذا؟ هل قلبها رقيق؟ هل تدمع عينها من خشية الله أحيانا؟ .
أسأل الله تعالى أن يبارك لكم فيها وأن يحفظها لكم، وأن يجنبها وإياكم الفتن.
الكاتب: أ. عادل عبد الله هندي
المصدر: موقع المستشار